وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تعرض خبرات مصر العملية في تدشين منصة برنامج «نُوَفّي» في لقاء مع الحكومة التنزانية ومراكز الفكر والأبحاث الدولية
02 أغسطس 2024
تنفيذًا لاستراتيجية الوزارة لتعزيز التعاون
الاقتصادي بين بلدان الجنوب ودول قارة أفريقيا
وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تعرض خبرات مصر العملية في تدشين منصة برنامج «نُوَفّي» في لقاء مع الحكومة التنزانية ومراكز الفكر والأبحاث الدولية
«المشاط»: مصر وقارة أفريقيا يجمعهما تاريخ مشترك وتعاون بناء في العديد من المجالات ومنفتحون على نقل وتبادل التجارب التنموية
وضع إطار حوكمة دقيق للبرنامج لتعزيز الاستفادة من التمويلات والدعم الفني من الشركاء الدوليين
تعظيم فرص مشاركة القطاع الخاص في العمل المناخي من خلال المنصات الوطنية يعزز جهود التحول الأخضر
المنصات الوطنية أصبحت مطلبًا عالميًا لتمكين الدول من تنفيذ طموحها المناخي وإتاحة الحيز المالي لتنفيذ مشروعات التخفيف والتكيف
استضافت الحكومة التنزانية، بالتعاون مع مركز
الأبحاث العالمي IGC،
التابع لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية بالشراكة مع جامعة أكسفورد، ومركز ODI الدولي ، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة
التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في ورشة عمل رفيعة المستوى،
للاستفادة من التجربة المصرية في تدشين المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفّي»، الذي
أطلقته الدولة خلال مؤتمر المناخ COP27
لحشد الاستثمارات المناخية في قطاعات المياه والغذاء والطاقة، حيث شرعت الحكومة
التنزانية في تدشين منصة شبيهة في ضوء جهود الدول الأفريقية لمواجهة التغيرات
المناخية.
يأتي ذلك في إطار استراتيجية التعاون
الاقتصادي فيما بين بلدان الجنوب والتعاون
الثلاثي التي أطلقتها الوزارة، بهدف دعم
جهود التنمية المستدامة، والعمل المناخي من خلال تبادل المعرفة بين الدول ذات
الظروف المتشابهة، وعرض الممارسات
التنموية الناجحة التي يتم تنفيذها مع
شركاء التنمية، والاستفادة من منصات التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون
الثلاثي لتكرار والتوسع في تطبيق هذه التجارب في الاقتصادات النامية والناشئة.
وعُقدت الورشة، بمشاركة الأمين التنفيذي للجنة التخطيط والسكرتير الأول لمجلس
الوزراء التنزاني ، ومسئولي عدد من الوزارات في الحكومة التنزانية، ومراكز الفكر
والأبحاث الدولية.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة
التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن نجاح المنصات الوطنية يتطلب
المساهمة الفعالة والشراكات البناءة بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمؤسسات
الدولية، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، وكذلك الشراكات الثنائية، من أجل إتاحة
التمويلات والدعم الفني والاستفادة من المميزات النسبية لكل شريك لتعزيز العمل
المناخي، موضحة أن مصر عكفت على تدشين منصة برنامج «نُوَفّي»، انطلاقاً من مبدأ «الملكية الوطنية» والذي بمقتضاه يتم حشد
التمويلات لسد فجوة تمويل العمل المناخي تلبيةً للاحتياجات والأولويات
الوطنية. كما أكدت على أن نموذجً منصة برنامج «نُوَفّي» قابل لإعادة
التنفيذ في دول القارة التي تهدف إلى تحقيق الطموحات الخاصة بالتخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.
وأضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية
والتعاون الدولي، أن أهم ما يميز المنصات الوطنية أنها تعرض رؤية الحكومات بوضوح
حول أولويات العمل المناخي وكذلك
المشروعات التي من المستهدف تنفيذها، وتقدم عرضًا واضحًا للقطاع الخاص بما يشجعه
على المشاركة في تمويل تلك المشروعات والاستثمار فيها، مشيرة إلى توصيات مجموعة العشرين حول أهمية مفهوم المنصات
الوطنية.
ولفتت إلى المبادرة التي أطلقتها مجموعة الدول
السبع G7، لتدشين شراكات التحول العادل بقطاع الطاقة تحت
مسمى Just Energy
Transition Partnerships (JETPs))، بهدف دعم الدول الناشئة القائم اقتصادها على استخدام الفحم
لتوليد الطاقة للتحول العادل إلى الطاقة النظيفة، وفي ضوء تلك المبادرة أطلقت جنوب
أفريقيا منصتها، لافتة إلى أن مصر قامت بتدشين منصة وطنية للمشروعات الخضراء، تكون
نموذجًا مشابهًا لمبادرة دول السبع، لتصبح نموذجًا إقليميًا ومنهجًا دوليًا، للدول
التي تسهم بنسب أقل في الانبعاثات لاسيما الدول النامية والاقتصاديات الناشئة ودول
قارة أفريقيا، يمكنها من جذب التمويلات لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية وأيضًا
تعزيز جهود التحول الأخضر وتنفيذ مساهمتها المحددة وطنيًا.
وأكدت أن أهم ما يميز تلك المنصة أنها لا تركز
فقط على قطاع الطاقة، لكنها تضع قطاعي المياه والغذاء أيضًا على رأس الأولويات
باعتبارهما من أكثر القطاعات المتأثرة بالتغيرات المناخية، كما أنهما يشكلان أهمية
قصوى للدول الأفريقية في ظل التحديات التي تحيط بالقارة، موضحة أن التعاون بين مصر
وتنزانيا لتدشين منصة وطنية للمناخ يعد امتدادًا للشراكة الكبيرة والوثيقة بين
البلدين، خاصة على مستوى القطاع الخاص حيث نفذت الشركات المصرية سد تنزانيا الذي
يسهم في توفير الطاقة المتجددة للدولة، وهو ما يعني أن الدولتين يمتلكان العديد من
القواسم المشتركة، وكذلك الأمر مع العديد من الدول الأخرى.
ولفتت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية
والتعاون الدولي، أن المنصات الوطنية تحفز جهود الدول المختلفة للانتقال من
التعهدات المناخية إلى التنفيذ الفعلي، مؤكدة أهمية تلك المنصات في الربط بين
العمل المناخي وأهداف التنمية المستدامة للتأكيد على أن جهود التنمية لا يجب أن
تأتي على حساب العمل المناخي، كما أنها تخلق إطارًا للشراكة والتعاون مع المؤسسات
الدولية في إطار الأولويات الوطنية لذلك فإن برنامج «نُوَفّي» يتم بالتعاون مع
العديد من الشركاء من بينهم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك
الدولي، وبنك التنمية الأفريقي، وبنك الاستثمار الأوروبي، والصندوق الدولي للتنمية
الزراعية، إلى جانب صناديق الاستثمار المناخي، وشركات القطاع الخاص، والمنظمات غير
الهادفة للربح وغيرهم.
وأشارت إلى دور التعاون الاقتصادي فيما بين
بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي في تعزيز الشراكات الفعالة، كما أشادت المشاط بجهود
الحكومة التنزانية في اتخاذ المبادرة بتدشين منصة وطنية، مؤكدة استعداد الدولة
المصرية لتقديم الدعم اللازم من حيث مشاركة التجربة المصرية وتبادل الخبرات
وممارستها الناجحة في هذا الشأن. وأكدت على أهمية تعظيم فرص مشاركة القطاع الخاص
في العمل المناخي من خلال المنصات الوطنية يعزز جهود التحول الأخضر، حيث أصبحت تلك
المنصات مطلبًا دوليًا لتمكين الدول من تنفيذ طموحها المناخي وإتاحة الحيز المالي
لتنفيذ مشروعات التخفيف والتكيف.
وأوضحت المشاط انه إدراكًا لأهمية إطار الحوكمة
الجيد للشراكات الفعالة والنتائج الإيجابية، فقد تم تشكيل لجنة توجيهية لمنصة
"نُوفِّي" لتنسيق العمل بين الأطراف ذات الصلة وتتبع التقدم المحرز نحو
حشد الاستثمارات اللازمة، مضيفه انه نتيجة لتلك الجهود المشتركة، فقد تمكنت مصر من
وضع أهداف أكثر طموحًا وتحديث مساهماتها المحددة وطنيًا، مما يعكس التزام البلاد
بتسريع التحول نحو مسار تنموي منخفض الكربون، مشيرة إلى تعهد الحكومة بزيادة تطوير
ونشر الطاقة المتجددة لتحقيق هدف الوصول إلى 42% من القدرة المركبة للطاقة
المتجددة بحلول عام 2030، بدلاً من الهدف الأصلي لعام 2035، متابعه ان هذا الهدف
يشير إلى التزام مصر بتسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة وتعزيز استخدام
الطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على المصادر غير المستدامة.