Minister's Speech
تخوض الدولة المصرية مرحلة جديدة من البناء والتنمية تجري على ضوء رؤية جادة وجريئة منذ عام ٢٠١٤ تنظر بها مصر إلى المستقبل في خطة تحمل اسم "استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر ٢٠٣٠". وفي هذا الإطار اتخذت الدولة خطواتها السريعة في اتجاه تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، والذي بدأ في ٢٠١٦ بتحرير سعر الصرف وإجراءات الإصلاح الهيكلي لبعض القطاعات الحيوية، وعلى رأسها قطاع الطاقة، واتخاذ حزمة من الإصلاحات التشريعية والمؤسسية، إضافة إلى الجهود الهائلة في مجال تحسين وتطوير البنية التحتية بهدف خلق مناخ ملائم للاستثمار، وهو ما حقق نجاحاً ملموساً حظي بإشادة المؤسسات الدولية.
وفي هذا الإطار يأتي دور وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية الحيوي في عملية التخطيط التنموي للدولة المصرية من خلال تشرفها بإعداد خطط التنمية المستدامة طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل، وعملها على تحقيق الاتساق بين تنفيذ الاستراتيجيات والخطط القطاعية مع استراتيجيات التنمية والقوانين المعنية، إضافة إلى إعداد الدليل العام لخطة التنمية، وقيامها بدراسة مقترحات الجهات الإدارية بشأن إعداد الخطة الاستثمارية السنوية، وتقييم المشروعات الاستثمارية المقترحة لكل جهة، كما تعمل الوزارة جاهدة، وبالتنسيق مع الجهات المصرية المعنية، على تنويع مصادر التمويل للخطط والبرامج التنموية، ودفع وتفعيل آليات الشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في عملية إعداد الخطط القومية والإقليمية والمحلية والمشاركة في تنفيذها.
كما تعتز الوزارة بدورها في تحديد الأهداف الكلية للتنمية الاقتصادية للدولة المصرية، واقتراح السياسات الكفيلة بتحقيقها، والمشاركة في صياغة استراتيجيات التنمية بالتعاون والتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، والعمل على تنمية وتحسين هيكل الناتج المحلي وزيادة تنافسية وإنتاجية الاقتصادي المصري.
وختاماً، أؤكد أن مصر تعيش في السنوات الأخيرة حقبة من تحديات جسام تفرضها متغيرات المرحلة التي يمكن النظر إليها كقصة قصيرة في أعمار الشعوب رغم ما اقتضته هذه السنوات القليلة من تكثيف العمل الجاد، تحت قيادة مخلصة شجاعة تؤمن بقدرات هذا الشعب العظيم وتسعى بجهد حثيث لتلبية تطلعاته وتخفيف وطأة التحديات والمتغيرات بالنجاحات الملموسة التي نشهدها كل يوم على أرض الواقع. إن في هذا ما يحفزنا على مواصلة العمل بتفاؤل وأمل في مستقبل أفضل يرقى لعراقة شعب صنع التاريخ، وما زال يجود على الإنسانية بعطاء وفير من أبنائه المخلصين في الداخل والخارج.